الحصول على ما يحتاجه المستخدم بدقة من خلال استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT هو أمر ليس بالسهل، ولا يمكن لأي مستخدم الحصول على نتيجة دقيقة متناسبة مع طلبه في حال ليست لديه الخبرة الكافية في التعامل مع التقنيات الحديثة. فكما أن صياغة الفكرة الواحدة تمكن بأكثر من طريقة، فلا شك أن ينعكس الأمر على ما تفهمه تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالتالي يؤثر على الاستجابة والنتيجة التي يولدها للمستخدم.
من الممكن أن تكون الاستجابات بعيدة الصلة عن النتيجة التي يتوقع المستخدم الحصول عليها. على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي مجهزة بخوارزميات متكيفة حسب المدخلات، إلا أن النتائج الظاهرة قد تظهر بنسب متفاوتة تبعًا لطريقة صياغة الأوامر التي يتم تلقينها لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
لذلك أصبحت هناك حاجة ماسة لتوظيف هندسة الأوامر في تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي تمكينًا لها من تقديم أفضل خدمة للمستخدمين، وبالفعل بدأ الكثير من الشركات بتوظيف مهندسين للأوامر "Prompt Engineers" لتدريب المستخدمين على أفضل طرق التعامل مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي عن طريق تعليمهم أفضل طرق صياغة الأوامر.
ولعل الأمر الأكثر أهمية هو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد أكواد برمجية تتوافق مع ما يحتاجه المبرمجون، وهذا بحد ذاته نقلة نوعية في مجال هندسة البرمجيات من خلال الحصول على أكواد تتناسب بدقة مع احتياجات المبرمج، ما يوفر حقًا من عناء كتابة الأكواد والتعليمات البرمجية، كما يوفر الوقت اللازم لكتابة كود برمجي من الصفر.
ما هي المهام التي يمكن لمهندس الأوامر القيام بها؟
تتنوع المهام التي يمكن لمهندس الأوامر القيام بها، ومنها:
توليد مخرجات متنوعة: يمكن الاعتماد على تقنيات الذكاء في إنتاج نصوص دعائية، ووصف المنتجات، وكتابة القصص القصيرة، بالإضافة للكثير من الأفكار وبشتى المجالات أيضًا.
الرد على الرسائل: ميزة ممتازة لإنشاء ردود مناسبة على رسائل البريد الواردة، مما يوفر عناء الرد بشكل يدوي على رسائل البريد الوارد.
كتابة المقالات: إنها المهمة الأكثر شيوعًا، والتي يستخدمها الكثيرون من أجل إنشاء مواضيع كاملة عن فكرة معينة بدايةً من اقتراح العناوين الرئيسية للمقالات مرورًا بإنشاء الفقرات وصولًا لتلخيص المقالات واستخراج أهم النقاط الواردة فيها.
تصحيح النصوص: يمكن إعادة صياغة الفكرة بطريقة أكثر وضوحًا بالإضافة لتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية.
إنشاء جداول وتقارير: يمكن إضافة بيانات معينة بغرض إنشاء جداول وإحصائيات وتقارير مخصصة عن مواضيع معينة.
الجدير بالذكر أنه يمكن اختبار النتائج المعطاة من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال إعادة صياغة الأوامر لمعرفة أثر التغيير على النتيجة ومدى مطابقتها لما هو مطلوب بدقة. باختصار يمكن القول إن مهمة هندسة الأوامر تتمثل في إيصال معلومات دقيقة بالطريقة التي تضمن الحصول على مخرجات دقيقة